

الحرية
في احدي الليالي جلس ذلك الشاب ، وهو ممدداً علي سريره ، يشعل سيجارة ، وينفث دخانها ليطير في الهواء ، ينظر إليه في صمت تام .. يتمعن فيه بدقه حتى يختفي .. أخذ يكرر ذلك عدة مرات و يقول في نفسه :
- شاب مثلي في العقد الثالث من عمره .. أنهي سنوات التعليم بجميع مراحلها ، و مازال بدون عمل ثابت .. بدون زوجه ، و أسرة ..
أخذ يتذكر حينما كان مع صديق عمره بالأمس في منزله ، وهو في انتظار ولي العهد .. تذكر تلك اللحظة التي سمع فيها ، و لأول مرة صراخ طفل يولد .. و صديقه شب ، وقفز ، وجرى يميناً ويساراً كطفل صغير يلهو ، ويصيح بصوت عالٍ :
- ولد .. ولد ..
أخذ الصديق يعانق صديقه وهو يكاد يطير من السعادة .. كل هذا و الشاب يقف دون أن يحرك ساكناً .. لا يفعل شيئاً سوي أن يبتسم بلا مبالاة ويقول في نفسه :
- طفلاً يولد بحرية .. إلي عالم بلا حرية ..
كتبها / كمال الصياد