الثلاثاء، يونيو 15، 2010

قصة لم تكتمل بعد

مَرت الأيام و هي بجانب الهاتف كلما دويت أجراسه كلما انفجر بركان ثائر من دقات قلبها و ما أن تمضي اللحظات فتلقي بلومة خزيٍ و إحباط رسمتها ملامح وجه السمراء فهي لم تعد تسمع صوت الحبيب , هو شاب مثقف ينعم برقي مستواه الاجتماعي إلي جانب مؤهلاته الخلقية و ذلك الوجه المبشر بالتفاؤل ....

أحبته و أحبها , تبادلا يوماً بعد يوم اللقاءات حتى انقضي عامهما الأول و حين عرض عليها فكرة الخطوبة لم تجد عندها المانع فقد أنهت دراستها و كل الظروف مهيئه لحياة سعيدة يسودها الحب و الحنان....

و بعد انقضاء فترة من الزمن و لم يتحرك له ساكناً تلاعبت برأسها الهواجس ما بين سوء نيته , و بين صدق مشاعره , أرادت أن تلمس أرض الواقع و تعرض عليه الزواج بها فلِم كل تلك الفترة في الخطوبة خاصة و هو ميسور الحال , في تلك الحالة إذا كان الاحتمال الأول فقد ذبحها بسكين الغدر , و الخيانة ، ومن هنا تشهد مصرع قصة حبيبها الزائف أما إذا كان الاحتمال الثاني فذلك سوف يكلل به حبها وهو أن يظفر كلا منهما بالآخر و لما لا.. وهو من عرض فكرة الخطوبة؟

عرضت عليه فكرتها و رأت في عينه الحقيقة التي تمنت أن تكذبها , أعطته فرصه لكي يجيب تلك التساؤلات التي تكاد تنزع قلبها من مسكنه , وذلك في خلال أسبوع ..

و لكن مضي شهراً كاملاً دون جدوى فلم يظهر له أي أثر ... ولماذا كلما تجاذبا أطراف الحديث عن الزواج و الحياة الأسرية يندي جبينه ويصنع ممراً للهروب من الموضوع ؟؟ إلا أنه كان...؟

إلي أن اشتد نزف كرامتها , فمزقت قيود ألعزله التي منعتها عن عالم الأصدقاء و الأقارب , استجابت إلي أول دعوة حضور عقد قران أحد الأقارب .. وجابت نظراتها بين الحاضرين إلي أن استقرت عيناها علي رُكن العروسين , والسعادة تتدفق من عينيهما , و تتناثر من أفواه الحاضرين الأقاويل عن قصة حب العروسين التي باركها الله بالزواج السعيد فتمنت لو أنها العروس و بجانبها حبيب العمر , فخرجت بخطي ثابتة نحو الخارج خِشية أن تواجه تساؤلات عن تلك الدموع الحبيسة التي ملئت عينيها و التي لو استمرت أكتر من ذلك لانفجرت منها , و إذا بشاب يخرج في إثرها و يتعقب خطواتها و يسألها:

- لماذا تلك العيون الجميلة تملئها تلك الدموع الكثيرة؟ هل أنت من أقارب العروس؟

أومأت برأسها مُعربة عن أن السؤال الثاني صحيح

فاستطرد حديثة مبدياً إعجابه بها , وبصدق مشاعرها ... وأنه سوف يكون مسروراً لو أنها تقربت إليه أكثر من ذلك .

سألته عن سر إعجابه بها و هي تزيل عنها دموعها .

البقية في الحلقة القادمة ......

تأليف / كمال الصياد