
ضمير الرشوة
كان قراري في تلك اللحظة مصيري ؛ فأنا علي مشارف العقد الخامس من عمري تقلدت كثير المناصب .. عازب ، متزوج ،أب و آخرها ما أصبحت عليه أملك ختماً و إمضاء لم أعبث بهم يوماً ، ولذلك أقطن في حارة !! أسكن مبنىً هش في الدور الأول – علوي - قد يهوي في تلك اللحظة فتداعت أوجاع الماضي ، وتصدعت جدران المستقبل بعد أن تأرجحت موازين الحاضر ، في تلك اللحظة إحساسي بالخوف يصرعني ؛ فكثيراً ما أشعر بأظافر فضية تُغرس في لحمي ، تنتزع روحي الطاهر من جسدي ؛ لكن شيطاني مازال يروضني .. يُمنيني .. يرسم أحلام المستقبل ، يضع في طريقي الحل لكي تتعثر به قدمي ؛ بالفعل هزم الشيطان إرادتي ، تغلب علي القيم و المبادئ التي ترسخت في وجداني .. نحر براءتي .. باسم الإنسانية اغتصب أحلامي بعد أن مزق ثياب عفتي ؛ كيف لرجل عجوز مثلي أن يحيا ؟! كيف أواجه أبنائي علي مائدة عليها كل أصناف الحرام ؟!! فطبق الشوربة يبدو بلون الدم ، وآخر يحمل قطع اللحم العفن ؛ لن أتعايش في كل هذه العذابات سوف أقطع شريان حياة شيطاني ، وأوصال مبادئ الرشوة ، وبذلك تنتهي كلماتي ، وأقدم اعتذاراتي لكل من أسأت إليهم عنوة ، وأصبح أول من يقتله ضمير الرشوة .