الأحد، يوليو 04، 2010

قصة قصيرة " ساعي الوالي "









امتطيت صهوته من الوضع واقفاً بعد أن ارتديت ثياب الحرب ؛ .. تزودت بعتادي ، وعقدت العزم ثم اخترقت طريقي كالسهم وغبار طريقي يتصاعد خلفي حتى وصل عنان سماء الوادي ؛ فأنا ذاهب للقاء الوالي ومعي مصوغات التعيين .

علي مشارف المدينة كان الزحام قد بلغ أشده ، والشمس تضرب رؤوس المتبارين ، والظمأ قد شق شفاه كل تلك الجموع التي تأبى ترك أماكنها .. فرسان ترفض ترك ساحة المعركة حتى لو طالت تلك اللحظات سنين ؛ فهذا ما سوف يروي ظمأ التعيين.. وأخيراً ساعي الوالي يحمل مرسوماً أو فرماناً يتلوه بصوتٍ عالٍ :

- من كان علي قدميه فليرحل ..

خلت الساحة من نصف الفرسان ، و ارتسمت أفراحي علي ملامحي ؛ ثم استطرد:

- من كان علي جوادٍ أبيض أو أسود فليرحل !!

اشتدت سعادتي فقد خلت الساحة إلا من قليل ، نظر الساعي في حدة ثم تحدث :


- من كان جواده أنثي أو ذكراً فليرحل !!

انفرجت أسارير قلبي ، وسمعت صدا ضحكاتي فالساحة لم يعد بها سوى أنا ،
والساعي الذي ناداني وقد قطب حاجبيه مرسوماً علي وجهه البائس الشاحب ابتسامة جدباء .. انحني قليلاً من فوق منصته و استطرد :

- لماذا تضحك .. ؟!

قلت له و أنا لا أتمالك نفسي من فرط البهجة :



- لا شيء .. فأنا أركب جحشاً ..

ضحك وعاد مكانه ثم أضاف قليل الكلمات في الفرمان ، و استطرد :


- حتى ولو كان علي جحشاً .... !!

الكاتب / كمال الصياد