الجمعة، يوليو 02، 2010

قصة قصيرة " أتعس لحظات حياتي "









أتعس لحظات حياتي !!

لحظات تمضي ، وضربات قلبي تتسارع .. عيني تغفو من شدة الإرهاق و التعب ؛ فتلك هي اللحظة التي انتظرتها بعد مضي سنوات طوال ، استنفذت خلالها صبري ، أخيراً انطلقت صرخات طفلي تدوي أرجاء الدنيا ؛ تجتاح كياني و كأنها إعصاراً يضرب أساسات قلبي ، أو زلزالاً قد سجل أعلي مقاييس ريختر .. أشتم رائحة الأبوة علي بعد خطواتِ مني ؛ أخيراً سوف أتقمص أفضل أدواري و أروعها علي الإطلاق دور الأب .. تتراقص الأفراح بداخلي ، وتعاونها في ذلك الحفل دموعي التي غرغرة عيني ، وتصفق لهما يداي وكأنني في حالة هستيرية .

ها قد اندمل جرحي وطابت آلام ذكرياتي البائسة ، اليائسة .. دبت روح الأمل بداخلي من جديد تزداد كلما ارتفعت صرخات طفلي .. أخذت أقفز ، أمضي ، أعود ، لا أعلم دربي ؛ حتى استوقفني ذلك المشهد .. خروج الممرضة تحمل ابني ، وقد رسمت ابتسامة باهتة علي وجهها شعرت حينها و كأن جبلاً من الجليد سقط فوقي .. ارتخت أطرافي .. توقفت الكلمات و الحروف علي شفاهي ؛ لكنها ما إن وقفت أمامي ، و أطلقت العنان لحاجبيها القاطبين ليسترخيا .. ورفعت يدها لتعطيني طفلي ، وعينيها مترقرقة بالدموع .. أغمضت عيني بقوة لبرهة لم أسمع خلالها أي أصوات من حولي .. وجدتني أبتسم بشدة ، فزوجتي تقف أمامي بردائها الأبيض ممدودة الذراعين تجاهي ، فبسطت يداي نحوها ؛ و فجأة استدارت .. ابتعدت عني .. ذهبت !! وجدتني أستيقظ لأري يداي مبسوطتان تحملان طفلي .. احتضنته بقوة .. سقطت علي الأرض ، ثم أجهشني البكاء المرير !!

كيف أدون تلك اللحظة في صفحات تاريخي ، أو في يومياتي المنشودة ؟!

لو أني أعلم مأساة تلك اللحظة ما أقدمت عليها !! لـــو ...... ما هذا ؟! أشعر بأنامل تعبث في وجهي .. استيقظت ببطء لأجد زوجتي تجفف عرقي إثر حمي قد أصابتني .. احتضنتها بقوة ، و انتحبت بصوتٍ عالٍ ، ثم شكرت الله علي أني لم أنجب ولداً يحمل أتعس لحظات حياتي ..

قصة / كمال الصياد