السبت، يوليو 17، 2010

قصة قصيرة " ضمير الرشوة "


ضمير الرشوة

كان قراري في تلك اللحظة مصيري ؛ فأنا علي مشارف العقد الخامس من عمري تقلدت كثير المناصب .. عازب ، متزوج ،أب و آخرها ما أصبحت عليه أملك ختماً و إمضاء لم أعبث بهم يوماً ، ولذلك أقطن في حارة !! أسكن مبنىً هش في الدور الأول – علوي - قد يهوي في تلك اللحظة فتداعت أوجاع الماضي ، وتصدعت جدران المستقبل بعد أن تأرجحت موازين الحاضر ، في تلك اللحظة إحساسي بالخوف يصرعني ؛ فكثيراً ما أشعر بأظافر فضية تُغرس في لحمي ، تنتزع روحي الطاهر من جسدي ؛ لكن شيطاني مازال يروضني .. يُمنيني .. يرسم أحلام المستقبل ، يضع في طريقي الحل لكي تتعثر به قدمي ؛ بالفعل هزم الشيطان إرادتي ، تغلب علي القيم و المبادئ التي ترسخت في وجداني .. نحر براءتي .. باسم الإنسانية اغتصب أحلامي بعد أن مزق ثياب عفتي ؛ كيف لرجل عجوز مثلي أن يحيا ؟! كيف أواجه أبنائي علي مائدة عليها كل أصناف الحرام ؟!! فطبق الشوربة يبدو بلون الدم ، وآخر يحمل قطع اللحم العفن ؛ لن أتعايش في كل هذه العذابات سوف أقطع شريان حياة شيطاني ، وأوصال مبادئ الرشوة ، وبذلك تنتهي كلماتي ، وأقدم اعتذاراتي لكل من أسأت إليهم عنوة ، وأصبح أول من يقتله ضمير الرشوة .



الأديب / كمال الصياد

الأحد، يوليو 04، 2010

قصة قصيرة " ساعي الوالي "









امتطيت صهوته من الوضع واقفاً بعد أن ارتديت ثياب الحرب ؛ .. تزودت بعتادي ، وعقدت العزم ثم اخترقت طريقي كالسهم وغبار طريقي يتصاعد خلفي حتى وصل عنان سماء الوادي ؛ فأنا ذاهب للقاء الوالي ومعي مصوغات التعيين .

علي مشارف المدينة كان الزحام قد بلغ أشده ، والشمس تضرب رؤوس المتبارين ، والظمأ قد شق شفاه كل تلك الجموع التي تأبى ترك أماكنها .. فرسان ترفض ترك ساحة المعركة حتى لو طالت تلك اللحظات سنين ؛ فهذا ما سوف يروي ظمأ التعيين.. وأخيراً ساعي الوالي يحمل مرسوماً أو فرماناً يتلوه بصوتٍ عالٍ :

- من كان علي قدميه فليرحل ..

خلت الساحة من نصف الفرسان ، و ارتسمت أفراحي علي ملامحي ؛ ثم استطرد:

- من كان علي جوادٍ أبيض أو أسود فليرحل !!

اشتدت سعادتي فقد خلت الساحة إلا من قليل ، نظر الساعي في حدة ثم تحدث :


- من كان جواده أنثي أو ذكراً فليرحل !!

انفرجت أسارير قلبي ، وسمعت صدا ضحكاتي فالساحة لم يعد بها سوى أنا ،
والساعي الذي ناداني وقد قطب حاجبيه مرسوماً علي وجهه البائس الشاحب ابتسامة جدباء .. انحني قليلاً من فوق منصته و استطرد :

- لماذا تضحك .. ؟!

قلت له و أنا لا أتمالك نفسي من فرط البهجة :



- لا شيء .. فأنا أركب جحشاً ..

ضحك وعاد مكانه ثم أضاف قليل الكلمات في الفرمان ، و استطرد :


- حتى ولو كان علي جحشاً .... !!

الكاتب / كمال الصياد

الجمعة، يوليو 02، 2010

ضمور الحب (2)



ضمور الحب (2)

كنا نتحدث حول الكُره و الشعور بالكُره !!

هناك فرق كبير و لكن دعني أكمل لك بقية الإختبار الذي وضعت نفسي تحته كي اعرف الفرق بين هاذين !!

لقد رأيتهما و هما يتعانقان من خلال راحتيهما .. اتعرف ذلك الشعور انت تقف علي مقربة من الإنسانه التي ليس في الوجود من يستطيع ان يأخذ مكانتها في قلبك !! او بالمعني الادق التي لن يستطيع ان يأخذ احد مكانها في قلبي .. هي؟!! كيف استطيع وصفها ؟! لا.. سوف أحاول ولكن لا استطيع ان اصف تماماً ذلك الشعور الجامح الذي يجتاحني حينما اراها فما بالي ارها في أحضان غيري !!

نعم !! هذا ما حدث ليس بالمعني الدقيق للكلمة ولكن رأيتها و هي تعانق يديه مثلما كان الحال معي.

هي؟! من لا استطيع حتي الآن نسيانها !! أعتقد انك قد تظن انني مجنون ؟!! لا.. فقط انا أحب .

حينما وضعت نفسي في ذلك الموقف الأفظع و الأبشع في الدنيا ان تري خيانتك أمام عينيك .. تقف تحدق بحلم حياتك و هو ينهار أمامك !! تدمع عينيك ولا اعتقد انها دمعت لها او عليها و لكن دمعت علي تلك الايام الجميلة .. علي الذكري الجميلة .. التي لوثتها تلك الرؤية.. والسؤال ..

هل إذا كنت في مثل هذا الموقف , فما هو ردت فعلك ؟! او علي رأي المثل القائل ماذا تفعل لو كنت مكاني؟!!!

اعلم ما ستقول في تلك النقاط التالية:

- أحدهم يقول : خلاص اذهب إليها و ادعها تراني و انهي كل شئ..

أخالفه الرأي في تلك اللحظه لا يجب علي الشيطان ان يتملكك , يجب ان تضبط نفسك إذا حدث ما يقول فسوف يدمر كل ما كان من ذكري جميلة في الوقت الذي يستطيع علي الاقل الحفاظ علي هذه الذكري ..

- و آخر يقول : أصفعها علي وجهها او تصفعه علي وجهه !!

وهذا أيضاً أُخالفه في الرأي ففي تلك اللحظه سوف تقلل من شأنك لا من شأنها او شأنه ولكن سوف تظهر في عين من كان بديلاً لك علي المستوي الغير لائق , فلما كل هذا وقد تتفاقم الامور إلي مالم يكن يُحمل عقباه..

وهناك الكثير من الإجابات أما انا فقد فعلت علي عكس الجميع ..

وقفت بعيداً انظر واتمعن في النظر كي اجعل نفسي علي إقتناع تام بانها ليست من كانت عليه في ذاكرتي , بانها ليست من تستحق ذلك القلب الطاهر ..

و البقية في الحلقة القادمة..........

رئيــــس التحريـــر



ضمور الحب(1)


ضمور الحب (1)

من الممكن أن يتردد علي أذهان كلاً منا سؤالاً هاماً ألا و هو ماذا يحدث إذا لم يصل الحب ذروته؟

ماذا يحدث إذا لم يصل الحب إلي نشوته؟!

فيظل كلاً منا واقفاً أمام ذلك السؤال العنيد الذي ليس له إجابة مقنعة أو لأنه

حائط منيع ، سدٍ عالٍ لا يستطيع احد أن يتخطاه..

لكن أصدُقَك القول و أحاول أن أُرسل لك الإجابة في قالب عقلاني فهناك رأياً

يقول: تنتهي الحياة!

و التالي يقول: تصبح الحياة بلا هوية

أما الرأي الأخير يقول:

في تلك الحالة يكون قد انتصر الخير علي الشر بمعنى أدق هي نهاية العالم..

و لعلي أصوغ لك الإجابة علي أنها تحت مُسمى"ضمور الحب"..

فإن الحب لم و لن ينتهي من الوجود ولكن الحب موجود مادامت هناك حياة..

مادمنا نتنفس ، نري و نسمع ، ولكن في تلك الحالة الخاصة التي لم يصل

فيها الحب نشوته فهو لم ينتهي أو لم تنتهي معه الحياة كما يزعم البعض ،و..

ولكن هو موجود بنسبة أقل من المتوقع و للأسف تظل تلك النسبة في النقصان

يوماً بعد يوم، ولكن لا تتلاشى...

دعني أضرب لك مثلاً من واقع الحياة و هذا المثل ينطبق علي شخص

قريب جداً إلي قلبي و نفسي إذ هو أنا..

إذا وجدت يوماً أنك تحب.. لا ليس حباً عابراً و لكنه حب فيه كل المتعة

من راحةٍ، وأمانٍ ، و هدوء ، ودفء ، وحنان ، و...الخ

وعلي غرار ذلك تظن أن الحياة سوف تنتهي بمجرد التفكير بأن هذا الحب

تلاشى ، وتقول في قرار نفسك أن مع كل هذا الحب قد تحول إلي كُره..

لا.. أُخالفك الرأي فأنت لست علي صواب .

دعني ألقي عليك بعض الأسئلة ،ولكن عليك الإجابة عليها بكل صراحة

أما أنا فسوف أكتب لك الرد الطبيعي الذي ينُم عن سلوك سليم لإنسان عقلاني

ثم قارن إجابتك بما كتبت أنا..

*هل أنت متأكد من أنك تكره من تحب ( أقصد من كنت تُحب ) ؟

- لا.. أنت تُكن له شعور عدائي و لكن ليس كُره كُلى

*هل أنت وضعت نفسك تحت اختبار حقيقي لكي تعرف أنك قد كَرهت؟

- نعم.. وأيقنت أنني قد كرهت بحق.

- لا.. لم تكره لأنني فعلت مثلك وضعت نفسي تحت اختبار صارم،وجاد

رأيتهما و هما يتعانقان من خلال راحتيهما التي تكاد تُعبر عن حالهما

و البقية في الحلقة القادمة...

أتمني التوفيق مع من تحب

رئيــــــــــــس التحريــــر



نظــرات


نظرات

عندمــا نظــرت لعينيهــــا * * * هـِمْـتُ فلــم أقـوى النظرات

و شعـاع العيـن كمرصــادٍ * * * يهمس فــي أذنــي بهمسـات

و تحــدث قلبــي لعينـيهـــا * * * بــالحــب حتــى الإشـــارات

أي شفتيـــن تمتلكهمـــــــا * * * مـن نهـر العســل والكلمـات

و عيون مــن عسل الجنة * * * و البشرة من خمر الشربات

و الشعـر الأسمـر يســدل * * * علـي كتفيهــا كالمــوجـــات

أتحـدث عنهــا فــي الليـل * * * إلـــي نفســي آلاف المــرات

أكتـــم فـــي نفسي إحساسي * * * وكــأن حيــاتـــي لحـــظـــات

اكتـــــب فيهـــا أشعـــــاري * * * و أنظــــــم تـــلك الأبيــــات

عــن حبٍ طـاف الوجـدان * * * يمـــلأ كـــــل الطـــرقــــات

أبــداً لـن أنسـاهــــا أبـــداً * * * أقسمت بمن يحي الأمــوات

الشاعر / كمال الصياد



قصة قصيرة " أتعس لحظات حياتي "









أتعس لحظات حياتي !!

لحظات تمضي ، وضربات قلبي تتسارع .. عيني تغفو من شدة الإرهاق و التعب ؛ فتلك هي اللحظة التي انتظرتها بعد مضي سنوات طوال ، استنفذت خلالها صبري ، أخيراً انطلقت صرخات طفلي تدوي أرجاء الدنيا ؛ تجتاح كياني و كأنها إعصاراً يضرب أساسات قلبي ، أو زلزالاً قد سجل أعلي مقاييس ريختر .. أشتم رائحة الأبوة علي بعد خطواتِ مني ؛ أخيراً سوف أتقمص أفضل أدواري و أروعها علي الإطلاق دور الأب .. تتراقص الأفراح بداخلي ، وتعاونها في ذلك الحفل دموعي التي غرغرة عيني ، وتصفق لهما يداي وكأنني في حالة هستيرية .

ها قد اندمل جرحي وطابت آلام ذكرياتي البائسة ، اليائسة .. دبت روح الأمل بداخلي من جديد تزداد كلما ارتفعت صرخات طفلي .. أخذت أقفز ، أمضي ، أعود ، لا أعلم دربي ؛ حتى استوقفني ذلك المشهد .. خروج الممرضة تحمل ابني ، وقد رسمت ابتسامة باهتة علي وجهها شعرت حينها و كأن جبلاً من الجليد سقط فوقي .. ارتخت أطرافي .. توقفت الكلمات و الحروف علي شفاهي ؛ لكنها ما إن وقفت أمامي ، و أطلقت العنان لحاجبيها القاطبين ليسترخيا .. ورفعت يدها لتعطيني طفلي ، وعينيها مترقرقة بالدموع .. أغمضت عيني بقوة لبرهة لم أسمع خلالها أي أصوات من حولي .. وجدتني أبتسم بشدة ، فزوجتي تقف أمامي بردائها الأبيض ممدودة الذراعين تجاهي ، فبسطت يداي نحوها ؛ و فجأة استدارت .. ابتعدت عني .. ذهبت !! وجدتني أستيقظ لأري يداي مبسوطتان تحملان طفلي .. احتضنته بقوة .. سقطت علي الأرض ، ثم أجهشني البكاء المرير !!

كيف أدون تلك اللحظة في صفحات تاريخي ، أو في يومياتي المنشودة ؟!

لو أني أعلم مأساة تلك اللحظة ما أقدمت عليها !! لـــو ...... ما هذا ؟! أشعر بأنامل تعبث في وجهي .. استيقظت ببطء لأجد زوجتي تجفف عرقي إثر حمي قد أصابتني .. احتضنتها بقوة ، و انتحبت بصوتٍ عالٍ ، ثم شكرت الله علي أني لم أنجب ولداً يحمل أتعس لحظات حياتي ..

قصة / كمال الصياد